مدينة آسفي وساكنتها تعيش يوما من أسوء أيامها، فيضانات قوية تضرب المدينة وتخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتجرف البنية التحتية…

مدينة آسفي وساكنتها تعيش يوما من أسوء أيامها، فيضانات قوية تضرب المدينة وتخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتجرف البنية التحتية…
رحم الله تعالى الشهداء وتعازينا الحارة لذويهم، ونهيب بالدولة أن تسخر كل إمكانياتها اللوجستيكية في عملية الإنقاذ والإغاثة والإيواء وتخفيف آثار هذه الكارثة على الساكنة وأن لا يتركوا لمصيرهم وللمبادرات التطوعية فالمصاب جلل والمخلفات أفدح من أن تسدها إمكانات بسيطة…
نعم الفيضانات هي كوارث طبيعية وقدر من قدر الله، ومذ أن خلق الله تعالى الإنسان على وجه هذه البسيطة فهو يعيش في مواجهتها ويحتال بوسائله المتاحة للخروج منها بأقل الخسائر وطور عبر الزمن آليات تحميه من تقلبات الطبيعة…
وهذا ما يدفعنا للاستنكار أمام ما تعيشه مدينة آسفي، مدينة حباها الله تعالى بمخزون هو الثاني في العالم من معدن الفوسفاط والمطلوب عالميا في الصناعات الكيميائية، مورد لا تستفيد من مداخيله المدينة وتعيش كأي منطقة مهمشة في المغرب المنسي لتجد نفسها تواجه الكوارث الطبيعية كما كان الإنسان في العصور البدائية…
ما تعيشه مدينة آسفي الآن من دمار وخراب هو نتيجة حتمية لعقود من التجاهل والإهمال وغياب شامل لأي تأهيل للبنية التحتية للمدينة لتكون دعامة لتنمية بشرية حقيقية ومخرجا من حالة الهشاشة لساكنتها، وما الفياضانات إلا عامل إيضاح أو بالأحرى فضح لما تعيشه مقومات المدينة من استنزاف…
الأستاذة حفيظة فرشاشي
رئيسة الجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top